Genmo Logo
u2f35776h ago
👁 الفصل الأول: المنزل رقم 93

الساعة كانت 6:47 مساءً. المعادي القديمة بتبتدي تسكت، والناس بترجع بيوتها. شجر الكافور العالي بيتمايل ببطء، والهواء بارد بشكل مش طبيعي رغم إن الجو في عز الصيف.

آدم وقف قدام بيت رقم 93. منزل ضخم من طراز الخمسينات، واجهته مليانة شقوق، ولونه الرمادي باهت لدرجة إنه شبه الموتى. النوافذ مغلقة بخشب متآكل، والشرفة الخشبية العلوية مكسورة من أحد الجوانب. الحديقة الأمامية مهجورة، ومليانة أوراق شجر ميتة، وسور حديدي صدى بيفتح بصوت زي الصرخة.

البيت ده ما حدش قرب منه من 40 سنة.

لكن آدم اشتراه. بـ 75 ألف جنيه. بس كده.

ليه؟ لأنه عالم سابق في قسم الفيزياء، وكان بيشتغل على موضوعات الإدراك فوق الحسي، وحالات الوعي المتداخلة. ولما اتفصل من الجامعة بسبب كلامه عن “الوعي البديل”، قرر يكمل أبحاثه لوحده.

لكن الأبحاث دي محتاجة هدوء… وعزلة تامة.

والمنزل 93 هو المكان المثالي. المثالي… أو يمكن المصيدة المثالية.

دخل آدم، الباب تقيل، لكن فتح بصعوبة. أول ما دخل، ريحـة كأنك فتحت تابوت. ريحة رطوبة، موت، وشيء تاني… كأنك فتحت حاجة ما كانش المفروض تتفتح.

البيت من جوه واسع، السقف عالي، والسلالم خشبية بتصرّ في كل خطوة. الحيطان متآكلة، لكن باين فيها ملامح قديمة: برواز مكسور، مرآة مشققة، ساعة حائط واقفة على 3:12… ولما لمسها، بدأت تشتغل.

تكات عقارب الساعة بدأت ترجع تشتغل من تلقاء نفسها… وببطء شديد، العقرب الكبير بدأ يتحرك عكس عقارب الساعة.

آدم وقف مشدوه، لكن قال في نفسه:

"البيت قديم… ممكن يحصل كده."

دخل أوضة المكتب… وهناك كانت البداية الحقيقية

6h ago

👁 الفصل الأول: المنزل رقم 93 الساعة كانت 6:47 مساءً. المعادي القديمة بتبتدي تسكت، والناس بترجع بيوتها. شجر الكافور العالي بيتمايل ببطء، والهواء بارد بشكل مش طبيعي رغم إن الجو في عز الصيف. آدم وقف قدام بيت رقم 93. منزل ضخم من طراز الخمسينات، واجهته مليانة شقوق، ولونه الرمادي باهت لدرجة إنه شبه الموتى. النوافذ مغلقة بخشب متآكل، والشرفة الخشبية العلوية مكسورة من أحد الجوانب. الحديقة الأمامية مهجورة، ومليانة أوراق شجر ميتة، وسور حديدي صدى بيفتح بصوت زي الصرخة. البيت ده ما حدش قرب منه من 40 سنة. لكن آدم اشتراه. بـ 75 ألف جنيه. بس كده. ليه؟ لأنه عالم سابق في قسم الفيزياء، وكان بيشتغل على موضوعات الإدراك فوق الحسي، وحالات الوعي المتداخلة. ولما اتفصل من الجامعة بسبب كلامه عن “الوعي البديل”، قرر يكمل أبحاثه لوحده. لكن الأبحاث دي محتاجة هدوء… وعزلة تامة. والمنزل 93 هو المكان المثالي. المثالي… أو يمكن المصيدة المثالية. دخل آدم، الباب تقيل، لكن فتح بصعوبة. أول ما دخل، ريحـة كأنك فتحت تابوت. ريحة رطوبة، موت، وشيء تاني… كأنك فتحت حاجة ما كانش المفروض تتفتح. البيت من جوه واسع، السقف عالي، والسلالم خشبية بتصرّ في كل خطوة. الحيطان متآكلة، لكن باين فيها ملامح قديمة: برواز مكسور، مرآة مشققة، ساعة حائط واقفة على 3:12… ولما لمسها، بدأت تشتغل. تكات عقارب الساعة بدأت ترجع تشتغل من تلقاء نفسها… وببطء شديد، العقرب الكبير بدأ يتحرك عكس عقارب الساعة. آدم وقف مشدوه، لكن قال في نفسه: "البيت قديم… ممكن يحصل كده." دخل أوضة المكتب… وهناك كانت البداية الحقيقية

Seed: N/A1696 x 960